5 / 9 / 2006
قرار الرئيس مسعود البارزاني حول عدم رفع علم الفاشية رغم
تأخره قرار صائب ، وکان المفروض برأي و برأي الکثيرين ان تأتي
مباشرة بعد سقوط النظام و تأسيس مجلس الحکم لتکون امام انظار
الجميع و يقوم المجلس الوطني
العراقي
حال تأسيسه ومع اقرار الدستور باصدار قرار بتبديل العلم و
تکليف مجموعة مختصة بوضع تصميم لعلم جديد مع الدستور و عدم
افساح المجال باستعمال علم النظام السابق الذي لا يمثل سوى فئة
قليلة من الشعب العراق .
لقد سبقني بعض الاخوة الافاضل بالکتابة عن هذا الموضوع مشکورا
، وقد اعطوا الموضوع
حقه بما فيه الکفاية . و قد اصبح موضوع الساعة و استغلته
فضائيات کثيرة بعضها بدافع النشر و لکن الاکثرية منها کانت
بدافع الخبث و التحريض .
اما بالنسبة لي ارى بأنه من طبيعي جدا ان تحصل هکذا تصرفات و
ردود افعال من الحاقدين و الشوفينيين . ولکن ما يحزنني مواقف
بعض من اولئك الذين کانوا يعلموننا الف باء السياسة ، کيف ان
لکل شعب حق في تقرير مصيره بما فيه حق الانفصال . ولکن مع
الاسف الشديد لحد الان لا نرى ذلك في ارض الواقع . حيث ان
بعض التقدميين و
الديمقراطيين الذين ناضلوا من اجل السلم في کوردستان و حق
الشعب الکوردي في الاستقلال لم يستوعبوا تلك الشعارات و
يتكلمون دائما عن تقسيم العراق ، بالرغم من انهم يعرفون جيدا
قبل غيرهم بان العراق قد قسم منذ زمن بعيد ، بل اکثر من اربعين
سنة و بعد انقلاب الشباط الاسود و انهاء جهورية الفقراء بقيادة
ابن الشعب البار عبدالکريم قاسم الذي يكن اليه شعب کوردستان (
رغم المشاکل التي حدتثت في زمانه ) کل الاحترام و التقدير . و
قرار رفع علم جمهورية 14 تموز هو دليل على ذلك .
السؤال هنا موجه للحاقدين الشوفينيين . ما الغريب في قرار
الرئيس مسعود البارزاني بعدم رفع علم الانفال و المقابر
الجاعيه و علم الفاشية و تبديله بعلم جمهورية 14 تموز ؟ من
قال بان قرار رئيس الاقليم هو الانفصال عن العراق ؟ واذا اراد
شعب کوردستان الاسقلال التام و اقر البرلمان على ذلك بالاجماع
ايضا ، هل يمکن ان ترفض القيادة الکوردستانية و على رأسها
الرئيس مسعود البارزاني ارادة شعب کوردستان ؟
يعلم الجميع ان شعب جنوب کوردستان صوت و بأعلى نسبة ليس
للفيدرالية ، بل للاستقلال و فك ارتباط جنوب کوردستان مع
العراق الذي لحد الان لا نرى حلفاء و اصدقاء الامس والذين هم
اليوم اصحاب القرار و في السلطة ان يعترفوا بهذا الواقع ولا
يقرونه ، بل لم نسمع من نسبة کبيرة من المسؤولين في الحکومة
العراقية ان يستعملوا کلمة الفيدرالية في لقاءاتهم لا شفهيا
ولا تحريريا . علما بان شعب کوردستان قد تضامن مع القيادته
السياسية باقرار الفيدرالية ضمن عراق ديموقراطي فيدرالي موحد
دون ان يتنازل عن حقه في الانفصال و العيش بشکل حر في دولته
المستقلة .
و اخيرا اتمنى من بعض
اصدقاء شعب کوردستان من الديموقراطيين والتقدميين والذين لا
يستوعبون الواقع اليوم ، ان يتخذوا مواقف سليمة و صائبة وفق
النظريات التي تعلمناها منهم وان يتخذوا نفس مواقف التقدميين و
الديمقراطيين الذين کتبوا في مواقع عديدة على انترنت حول هذا
الموضوع .
اقول للشوفينيين والحاقدين ما تفضل به الرئيس مسعود البارزاني
امام برلمان کوردستان بانه (
حتى لو جبرتم اليد المکسورة و اضفتم
اليها عشرة ايادي اخرى اضافية ، لن تتمکنوا منا ، لقد سبق و
کانت اياديکم سليمة و تأتيکم مساعدات من کل مکان لم تمکنتم منا
) .
و في
إيضاح من مكتب رئيس الجمهورية
، لقد اعتبر رئيس جمهورية العراق الفيدرالي الاستاذ جلال
الطالباني
کل ما يحدث من رد الفعل
بشان العلم العراقي
ليس الا
ضجة مفتعلة
.
واعرب
رئيس الجمهورية
( عن
بالغ أسفه و استغرابه الشديدين لما أقدم عليه البعض من تشويه و
تشويش و انتهاز للفرصة و الإسراع بإصدار تصريحات تنطوي على
نزعة صدامية عدوانية، و التلويح بالقوة إلى جانب مواقف أخرى لا
تليق بمقام هيئة إسلامية يفترض فيها
أن تكون أول المستشهدين بالآية
الكريمة التي تأمر المسلمين بالتروي و التأني، إن جاءهم فاسق
بنبأ ليتبينوا كي لا يصيبوا قوماً بجهالة فيصبحوا على ما فعلوا
نادمين
) .
نحن بانتضار وليس بأمل لانها الحقيقة ، ان ترفرف قريبا رايتنا
خفاقة فوق کوردستان مستقل وحر رغم انف کل حاقد و شوفيني و ليس
فقط ذلك ، سنرى راية کوردستان ترفرف جنبا الى جنب مع رايات
الدول العالم فوق الامم المتحدة ... !!!!!
|