(الدبلوماسية
هي فن الربت علی الکلب لحين إحضار الکمامات) آندريه گروميکو*
تناولت وسائل
الإعلام بکافة أنواعها المسموعة و المنظورة و المقروءة و
الألکترونية منها في الفترة الأخيرة موضوعين هامين و نشرت
عنهما بکثافة ما جادت بها أقلام الکتاب المستقلين و المتخندقين
في خنادق مضادة من مقالات و تعليقات مختلفة، لسنا بصدد تقييم
تلك المقالات أو التعليق عليها فنحن نؤمن بحرية التعبير عن
الرأي طالما لا يتجاوز الکاتب حدود الأدب و الأخلاق و أصول و
مبادئ الکتابة، لکن الذي حدث هو أن الکثير من الکتاب و خصوصا
أيتام البعث من المتصيدين في الماء العکر و مثيري الضغائن
إنتهزوا هذه المناسبة لنشر کتاباتهم في المواقع التابعة لهم
بغية إشعال الفتن بين الکورد و إخوتهم من العراقيين و لسان
حالهم يقول: إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر**
من المعقول و
الطبيعي أن يستمع المرء إلی عدوه قدر إستماعه إلی صديقه درءا
لشر الأول و وفاءً لموقف الثاني و يراقب الساکت حذرا من شيطنته
والحصيلة تکون حتما مفيدة. لو أخذنا موضوع أنزال علم البعث و
الضجيج الذي أحدث حوله لرأينا أن الرافضين و المستنکرين لهذا
العمل الجرئ ليسوا إلا حفنة من البعثيين القدماء و المؤيدين
لهم، حفنة من العروبويين الشوفينيين و الحاقدين علی کل ما هو
کوردي، حفنة من الذين نفذوا أو أيدوا ما کان يقوم به نظام صدام
الدموي ضد الشعب الکوردي و المستضعفين الآخرين من الشعب
العراقي من جرائم لا تنسی و لا تغتفر مهما طالت الأزمان، لکن
ليس في ذلك عجب بل العجيب أن ينتفض الاخرون ممن تضرروا من نظام
صدام و دفنت عوائلهم و أهلهم أحياء في مقابر جماعية و يرفعوا
عقيرتهم منددين بإنزال ما يسمونه زورا و بهتانا بعلم العراق،
فعلم العراق هو علم عهد الجمهورية العراقية برئاسة الزعيم
المحبوب إبن الشعب البار الخالد عبدالکريم قاسم، و هذا ما لم
ينزله الکورد بل هو علم مقدس و مرفوع في إقليم کوردستان، أما
علم البعثيين فلا يرمز إلا إلی أفکار وهمية وجدت فقط في خيال
مصمميها، دعنا عن عبارة الله أکبر لکي نسأل علی أي شيئ يرمز
النجمات الثلاث ، إنها ترمز إلی وحدة ثلاثية وهمية لم تعترف
بها لا مصر و لا سوريا. إن إنزال علم البعث ليست إهانة للشعب
العراقي بل هو دفاع عن هذا الشعب المظلوم و طوي لا لصفحة بل
لصفحات من تاريخ أسود لحکام ظالمين حکموا الشعب بالحديد و
النار.
لقد إستغل بعض
الشوفينيين موضوع إنزال علم البعث لشن هجوم سافر علی الرموز
الکوردية و من خلالها علی الشعب الکوردي و إستخدموا أقذر
الکلمات و أبخس التعابير و الألفاظ في کتاباتهم، کلمات يندی
لها الجبين، عبارات مخجلة جدا لا أذکرها في مقالتي هذه حرمة
للموقع الذي أنشر فيه، لکنکم لو وددتم التأکيد زوروا موقع
الدار العراقية*** التي تصف نفسها بسياسية مستقلة و تصدر عن
وکالة الأخبار العراقية، مع إعتذاري الشديد للقارئ الکريم
لکنني أجد نفسي مرغما أن أسمي هذا الموقع بـ (دار القاذورات
العراقية) لأن هذا الموقع لا يقذف إلا القاذورات و من ينشر
مقالاته هناك هم ليسوا إلا کتاب الحضيض ، کتاب کانوا و ما
يزالون يطبلون لسياسة و فکر (القائد الضرورة)، و أقول فکر و
هذا ما أعنيه لأن صدام ليس فقط شخص عادي بل هو فکرعروبوي
شوفيني بغيض ما زال الکثيرين و الکثيرين جدا يؤمنون به و
يسيرون علی خطاه. أما العراقيين الأصلاء و المثقفين الشرفاء و
الکتاب المعروفين بمواقفهم الوطنية فقد کانوا کعهدنا بهم إلی
جانب الشعب الکوردي و مجدوا إنزال علم البعثيين، مقدسين في
الوقت نفسه علم العراق (أنظروا بيان المثقفين العراقيين)****
الفضائيات
العربية لم تکن غائبة في تناولها لعلم البعث و محاکمة صدام علی
جرائم الأنفال، و بما أن هذه الفضائيات المعادية هي علی عهدها
ترعی و تشجع الفکر الشوفيني المعادي للکورد، تساند و تشجع
الأرهاب ضد الشعب العراقي و هي معروفة و مکشوفة فلا داعي
لذکرها، لکنه من الضروري جدا توجيه شکر و تحيات مخلصة لفضائية
الفيحاء، صديقة الشعب الکوردي لإهتمامها الکبير و بثها
المتکامل لمحاکمة طاغية العصر صدام حيسن التکريتي، بل لو أننا
قارننا إهتمام هذه الفضائية بجرائم الأنفال مع الفضائيات
الکوردية لوجب علينا توجيه لوم کبير إلی الأخيرة، و ما دمنا
نلوم أنفسنا فلا بأس من أن نلوم من نتصورهم أخوة و شرکاء لنا،
إنهم إخوتنا الترکمان و مواقعهم، هؤلاء إلتزموا الصمت المطبق
تجاه محاکمة صدام في قضية جرائم الأنفال و عمدوا إلی تعتيم
إعلامي شبه کامل لدرجة أن موقعا کنا نتصوره معتدلا لم يذکر
المحاکمة حتی کخبر و لو لمرة واحدة، أما المواقع الأخری فقد
إنتهزت فرصة إسقاط علم البعث لکي تشن بدورها هجوما غادرا علی
الکورد عن طريق الهجوم علی قيادته و تخوينها.
في الوقت الذي
لا يسعنا إلا أن نحيي أصدقائنا الأوفياء، شرکائنا في الوطن،
علی دعمهم و مساندتهم للقضية الکوردية العادلة، نتسائل:
أين نحن من
تعريف گروميکو للدبلوماسية؟
فهمي کاکهيي
عضو الإتحاد
الکوردستاني للإعلام الألکتروني
fahmikakaee@yahoo.se
السويد
2006-09-27
* آندريه
گروميکو، دبلوماسي روسي (1909/1989)، کان وزيرا للخارجية 1957
لغاية 1985 و رئيسا للإتحاد السوفيتي 1985 لغاية 1988
** معللتي
بالوصل و الموت دونه/ إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر ...... لأبي
فراس الحمداني
***
http://www.iraq-ina.com/
****
http://www.kurdistan-times.com/viewarticle.php?id=7796&pg=index&art=lp
|