تصريحات أردوغان ناقضة للوضوء علی مذهب العقلاء

محسن جوامير ـ کاتب کوردستاني 

mohsinjwamir@hotmail.com

کما يقرأ من ملابسات الوضع الداخلي في ترکيا والصراعات الحامية التي لا تبقي للقيم والعدالة قيمة ولا تذر، فان الکل أصبح جاهزا ليربح الرهان ويحصل على الکراسي الرئاسية صغيرها وکبيرها.. ويظهر إن کرکوک التی تقع خارج حدودهم وأثبتت الإنتخابات الأخيرة أصالة إنتمائها لکوردستان، ستضاف إلی المواد المتنازع عليها بين الأطراف الترکية، إضافة لتداعيات العقدة الکوردية المزمنة التي يناهز عمرها قرن.. کل ذلک دون أن يجرؤ طيف سياسي ترکي علی التصريح بأن منشأ العلة هو الايديولوجية الکمالية الحاکمة التي ضربت بأطنابها کل الشرائح السياسية بما فيها الإسلامية، وعلی ضوءها ما زادت العلاقات بين الشعوب إلا سوءا والجرح إلا عمقا.

التحرکات والتهديدات الترکية الأخيرة سواء علی المستوی السياسي أو الدبلوماسي أو العسکري إن دخلت مرحلة التنفيذ فان مردوداتها السلبية لا تتوقف عند شعب بعينه‌ أو منطقة بذاتها، إنما تتعدی أضرارها إلی الجميع، وهذا يستدعي وقوف جميع شعوب المنطقة ـ خاصة الشعب العربي ـ ضد المشروع الترکي الذي تبدو عليه‌ ملامح الإستعمار العثماني الذي لم يجن الشعوب الإسلامية منه‌ إلا التأخر والتناحر وإن أضفی المنخدعون هالات من القدسية عليه‌ وعلی بعض سلاطينه‌..في حين بات من المحتم علی ترکيا أن تتوجه‌ باتجاه‌ حل مشکلاتها في بلدها مع کوردها الذين حرموا من أبسط الحقوق، تلک التي لم تحل لحد الآن وتعقدت، وقد فشلت کل ما لديهم من قوی وآليات وعقليات وعبقريات في القضاء علی ثورة الکورد  طوال أکثر من عقدين، ولم يخفف من وطأة المواجهات والمصادمات إعتقال عبدالله‌ أوجلان بمساعدة القوی الکبری.

 وقد أثبتت السنوات التي تلت سقوط النظام المنهار في بغداد هشاشة الموقف الترکي واندحار من إدعى أن هناک مشکلة کوردیة ترکمانية مزمنة في کرکوک، وذلک لأنه‌ لم يحصل طوال تلک الفترة ولحد الآن حوادث تنبئ بوجود خلافات متأصلة متجذرة بينهما، إضافة لما أفرزته‌ نتائج الإنتخابات والإستفتاء في کون الکورد يشکلون الأغلبية، وتحققت  بذلک ـ للمتشککين ـ فوائد تعلم دروس الإحصاء والرياضيات  بدليل ( والشمس والقمر بحسبان ) لرفع الخلاف والإشکال بين بني آدم في کافة البلدان.

لقد أخطأ الأتراک في التوقيت، وإن تمادوا في تدارکه‌ فانهم حينئذ يکونون إلی الفضيحة أقرب منهم إلی تحقيق الأهداف ( وقد خلت من قبلهم المثلات ).. لأن إستدراج الکورد هذه‌ المرة إلی المواجهة لن يکون سهلا، والمقاومة ستکون شاملة ضد إنتقام غير مبرر ( ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء ).. عدا عن أن الوضع الإقليمي والدولي لن يساعد علی إشعال لهيب الحروب، والمعادلات ليست کسابقاتها.

عندما أقرأ تصريحات رئيس الوزراء الترکي السيد رجب طيب أردوغان الذي أدلى بها قائلا : " إن ترکيا لا تستطیع أن تتفرج علی ما يجري في کرکوک.. إن هناک خطة لإجراء إستفتاء في کرکوک هذا العام، لکني لا أعتقد أن نتائج هذ‌ الإستفتاء ستکون جيدة، لذا من الأفضل تأجيله‌.. إن ترکيا لن تقبل أبدا باجراء الإستفتاء حول کرکوک".. أجل، حين أقرأ تلکم التصريحات وأراجع خلفية أردوغان الفکرية وأتعرض إليها بالجرح والتعديل، أری وكانه‌ مضغوط محصور، وأقواله‌ ناقضة ومنتقضة للوضوء وإن بدرت من فمه‌، وذلک علی مذهب العقلاء.

           

 

04/07/2007

 

goran@dengekan.com

 

dangakan@yahoo.ca