حكيم نديم الداوودي  

1

كما دونوه في المساء

 وهم في نشوةٍ عابرةٍ

 تداخلت آهاتهم المكبوتة

 في حلمنا الممنوع

تركونا نحن المساكين مع عبراتنا

 دون وصية أو وداع

وكانت الدهشة والذبول والتيه

من بعدهم عناوين بارزة

 لقطرات دماءهم المهدورة

 وهم يستغيثون أن تدركهم

 عدالة السماء

2

وكما في المساء

 بحثوا كعادتهم للتمويه على الجناة

 أسمال بالية حَوت كركرات طفل

 أراد أن يناغي أمه شيرين

 قبل أن تتحول الى دنيا الأشباح

3

على حافات جذع يابسٍ

 ثمةَ تدوين ليوميات عاشقٍ عنيد

 فراشة تذوي بكُحل جمالها

 على قناديل شهدت ضوءها

 عناق قصة حُبٍ لم تكتملْ  

اللوحة بريشة الداوودي                               

4

وفي المساء تنوح الحمائم

 خلف أمواج من الحجل

 لمرثية ألف شيرين

لمديات مجهولة

 ربما لا تكتب لهم النجاة

 وهم  اليوم رفاةٌ في ذمة الصحراء

5

 ماهذا الصمت المخيم

 على محياك يافرهاد؟

 وما هذا اللون القاتم غطى تخوم القرية؟

أحزنتْ عوالم السماء

على قتل شيرين وأخواتها

في طريق النبع 

 ألتلكَ الفاجعة الأليمة 

  تنوح القبوج 

  مواويلها الحزينة كل مساء   

6

لم يطلعنا الغدر منذ طوفان الأنفال

على سر ديمومة حزن الأرض وهي تدعوا

  على عبّاد الكراسي بالزوال

تفاهة هذا المصير المخزي

 وهكذا تكون مآل غرور الإنسان

7

 حسبتها أضحوكة

  لم تصدق نبوءة شهداء الجبال

بعد بلوغ السيل الزبى ستنموو

فوق جماجم السكون

 مروجاً من النرجس

وهي تشمخ زهواً لقامات الأطفال

8

 في الدار الخالية الاّ من طيف

 مساءات النسوة وهنّ بلا ظلال

ساعة برنزية تومض دقاتها معلنةً

خلفَ سِتار الليل

 ثمة حيرة لإجابة ألف خَيال

9

الى متى تبقى

 المشنقة الباردة

 متدلية بالصّبر

وجموع  لاتبالي مصير الأمهات

 وهنّ متشحات بالسّواد منذ الأزل

وهنّ يهتفن منذ الفجر

ربما يأتينا الفَرج ساعة السّحر

 أو تقضي على بؤسنا  بَوارق الأمل

10

هذا ما قاله قبل أن يختفي

 خلف ظلام القيود

آه يا حُبيّ الأزل

 ولشفتيك الذابلة من العطش

  وما أنتنَ العيشة دونكِ

ومنْ قالَ سوف أنساكِ

وأنت ِلوعة الأرض

ولكِ كل الوفاء والحنان

حكيم نديم الداوودي