كتب
المناضل الغيور السيد أستا سابير مقالة بعنوان "حصل التغيير
إذا كنتم منصفين يا سيد جرمكا " عاتبا فيها بطريقة مؤدبة وغير
مباشرة ما يكتبه السيد جلال جرمكة دفاعا عن أيام الديكتاتورية
، و أروي هذه القصة الحقيقية الذي رواه لي صديق كان في
كردستان العراق عند بدأ محاكمة المجرم علي الكيمياوي ، نقلا عن
السيد جلال جرمكة الذي رواه بدوره لأحد المقيمين العراقيين في
السويد ، قبل أن تطلب منه المخابرات العراقية بالذهاب إلى
سويسرا وطلب اللجوء السياسي فيها بدلا من السويد حسب قول
صديقي :
بعد الانتفاضة الباسلة مباشرة أجتمع علي الكيمياوي برؤساء
الجاش ، و كان السيد جرمكة مترجمه ( بصفته آمر فوج 79 دفاع
وطني وخريج كلية الآداب و مقرب من المجرم المقبور قصي صدام )
، و خاطب الكيمياوي الحاضرين مستفسرا عن أسباب عدم قيامهم
بالتخريب في المنطقة التي هي تحت سيطرة الخونة المتمردين "
يقصد الأحزاب الكردية " ، وقال لهم بالحرف الواحد أنتم كوا...
( أي قو .. ) ، رغم حراجة موقف السيد جرمكة بأن يخاطب رؤساء
العشائر بهكذا أسلوب ، إلا أنه أضطر وترجم أقوال الكيمياوي نصا
، و لما أنتهى قال له الكيمياوي هل ترجمت ما قلته فأجابه نعم
سيدي ، فخاطبه المجرم الكيمياوي ترجم و قل لهم و أنا أيضا
مثلكم .
النظام السابق هكذا كان يتصرف مع سليلي الخيانة من الجاش ، و
مع هذا يحنون إلى تلك الأيام و يدافعون عن النظام السابق و عن
ضباط الجيش الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء ، و كل الذين
ذكرهم في كتاباته أياديهم ملطخة خاصة بدماء الأكراد و
الشيوعيين ، و يريد أن يجمل صفحاتهم و نعلم جميعا من المستحيل
أن يتحول الخونة يوما إلى وطنيين غيورين ، و مع الأسف يخاطب
البعض هؤلاء باسم الوطنية و العراقية دون أن يعرفوا الحقيقة .
سيدي أستا سابير : أصبت الحقيقة أنه يصول و يجول كأن ماضيه لا
يعرفه أحد ، حقيقته و حقيقة أمثاله واضحة وضوح الشمس ، و
السيد جرمكة نتذكره حينما كنا طلابا معا في جامعة بغداد في
كليتين مختلفتين
(
وهو قريب مني عمرا و يكبرني 3 سنوات لأنه من مواليد 1952 )
كيف كان يتصرف و يضايق الطلبة و خاصة طالبات الكرديات باسم
الإتحاد الوطني لطلبة العراق و باسم المخابرات العراقية ، و
نتذكر دوره في اعتقال و ترحيل الأكراد الفيلية يعرف ذلك
القاصي والداني وكيف سيطر على ممتلكاتهم و أموالهم ، و لا ننسى
ما قام به مفارز والده سنة 1963 والمتوفي حاليا حينما كان
مختار قرية جرمكة القريبة من دوكان و رئيس جاش منذ الستينات
من القرن الماضي ، الذي كان يعتقل الشيوعيين الهاربين من
الحرس القومي الذين كانوا يريدون الالتحاق بالحركة الكردية و
لا زال مصير العشرات منهم مجهولا ، وكيف هرب للسكن في بغداد
بعد محاولات القوى الوطنية قتله ، و لا نعرف ماذا كان يفعل
شقيقه الذي كان مستشارا للجاش أيضا في مجمع بيره مكرون والذي
قتل على يد الأنصار الشيوعيين الأبطال ، و يعرف الأكراد الكثير
عن شقيقه الآخر محمد أسعد كمخبر في الأمن و متعاون مع الأجهزة
الأمنية و يبتز الفقراء و ساق العشرات إلى مصير مجهول .
و
نؤكد بان السيد جلال أسعد جرمكة كان رئيس جاش إلى الرمق
الأخير الى ان حل افواج الجاش ، و بعكسه فأننا نكذب و لسنا
وطنيين شرفاء و مضحين ، ليتفضل وليكذب الخبر و لدينا المزيد
عنه وعن أمثاله ، و نعرف مراميه وغاياته حينما يكتب عن
عراقيته ووطنيته تمهيدا لما هو آتي حتى و إن كشفنا أمره فهو
مكلف و سوف يستمر .
نحن التقدميون لسنا أصحاب فكر قومي ضيق ونحن أول من دافعنا عن
الوطنية العراقية و رفعنا شعار الأخوة العربية الكردية ، و لم
يكن لدينا تعصب فكري إلا انحيازنا إلى جانب الحق والطبقة
الكادحة ، أما أصحاب الآراء الهشة و الفراغ فمن واجبنا أن
نكشفهم كي لا ننسى دماء شهدائنا ، و الذي يبيع لنا بطولات
وهمية و يتكلم عن سجن أبو غريب ، فنحن أهل المنطقة نعرف لماذا
سجن و كيف كان في غرفة مثل فندق من خمسة نجوم و من كان معه ، و
نعرف الأساليب الدنيئة للمخابرات العراقية وكيف أطلق المجرم
قصي صراحه
و لماذا ، و ما هي علاقة توقيفه في فندق خمسة نجوم بالرسالة
المزعومة إلى أحد قادة الأكراد ، على مثل هؤلاء أن يسكتوا و
يعتذروا من العراقيين و في المقدمة من حزبنا الشيوعي
الكردستاني المناضل و من الأنصار وكذلك من البيش مه ركة
الأبطال ، و نطالب مثقفي حزبنا المخضرمين وخاصة من الذين في
منظمات السليمانية كشف حقيقة هؤلاء الطارئين على الوطنية
الذين تاجروا كثيرا على حساب شعبنا العراقي بمختلف تكويناته
، هل عرفتموه الآن يا كتاب و مثقفي العراق و يا أصحاب المواقع
الشريفة والوطنية ، و كيف تحولت أقلامكم و منابركم لعملية
تبييض الوجوه و انتم نائمون و أرجلكم في الشمس .
|