ما ذنبك ان كانت الجدران مهدمة
اي اثم ان يكون بين جوانحك قلب نابض
لما هي خطيئتك ان تعشق الجمال الذي ولدت بين احضانه
على اي جريمة يعاقبوك ان حلقت في افق الحرية الواسع
حيث احلام شكسبير
بشرع من قصوا جناحيك اللذين عانيا الخدر سنوات عمرك
البض، فافردتهما محلقا في سماء مزحومة بالاستبداد
والقهر والظلم ليستلوا سيف الغدر ويبتروهما.
لو انك انتظرت يا حبيبي لزوجتك ابنتي .. كان عليك ان
تصبر قليلا وتزيد من القراءة ففي الادب الانكليزي هناك
سطورا كان عليك قراءتها بحذر وتمعن اكبر.
ليست كل القصص التي قرأتها نقية السريرة
ليست كل العيون التي غازلتك باناقة الانكليزية
الخالصة.. كانت عيونا بريئة
ليست بطولات الطاولات المستديرة بخالية عن الدس
والنميمة والغدر والخيانة
وليست كل نصال سيوف الفرسان لامعة بالعدل والمجد
لو انك صبرت لتعرف كل ذلك
لو انك صبرت لحدثت ابنتي عنك ، وقلت لها ...هناك عراقي
بجمال الوديان
وعذوبة الشلالات ، ووجع الرافدين يبحث عن حبيبة.
لقلت لها... عندما تكبرين اكثر عليك ان تفكري بانهم
شباب ليس لديهم اوقاتا مناسبة
او غير مناسبة للعبث. انهم من يتفجرون ثورة ضد الخطأ
الذي لا يقوون على تغييره
الا باجسادهم !!
لو انك صبرت لحملت لها صورتك التي تتوزع فيها ثمار
اللوز والجوز ،وخضرة الوديان في اربيل
وتختبئ فيها حياءا تعرجات جباله المكتظة بالحزن والأسى
لما تكسر على صخورها من الامنيات.
لو انك صبرت لطلبت منك بريدك الالكتروني . وقلت لها
هذا خطيب جاد كثرة عشقه للوفاء
بالعهود يلزمه ان لا يخون من يحبها فعليك ان تفكري
جديا في عرضه.
لو صبرت لعرفت بان لغة الارقام والاغوات والمناصب
والرصاص بدائية وكريهة وانك انت من كان بامكانك
استبدالها بلغة الحب والنجاح ..في مكان اخر يقوى به
عودك لتعود وتتنفضها عنك مثل غبار عالق على قميصك،
وتزرع في جبلك وواديك ما تشاء من ثمار العدل
والانسانية
لو ان جزع الحياة لم يسبقك الى حيث حط بك الى عنجهية
الظلمة والقتلة لكنت في مأمن من زيارتهم غير المرغوب
بها. ورصاصهم الغاشم
فقط لو ... فقط لو انك انتظرت ...
لكن لو كنت فعلت لما عرفتك
و تمنيتك خطيبا لابنتي
وما رأيت روعة الجبال والسهول في اربيل بين سطورك
وما تبينت صوتك الجهوري بين عشرات الملايين من الاصوات
في العالم
وما خصصتك بدموعي
وما نشرت من اجلك صورتي تضامنا مع روحك التي لن
تغادرنا
ايها الزوج الذي تمنيته لإبنتي
|